-
التوقيت الشتوي والصيفي...فكرة أمريكية والتنفيذ ألماني
-
ما فائدة تغيير الساعة في العالم وهل تُلغى؟
المهاجرون الآن - متابعات
كثيراً ما وقعنا في خطأ المواعيد، وتأخرنا عن امتحانات أو عمل بسبب تغييرالساعة والتحول للتوقيت الشتوي في مثل هذه الأيام من كل عام، ولطالما راودنا السؤال الطبيعي لماذا تعمل الحكومات على العمل بتوقيتين في العام شتوي وصيفي، وما الغاية من تبديل هذا التوقيت؟
أول من نفذ هذه الفكرة في العالم هي ألمانيا، لكن الفكرة أمركية أساساً وليست أوروبية، وبدأت هناك منذ العام 1784 .
وفي كل عام يحتد النقاش في بعض الدول حول إمكانية إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي، وفي كل مرة لا يتغبر شيئ وتبقي الدول على تبديل التوقيت بين الصيف والشتاء.
انظر هذا الخبر: معدلات المواليد تنخفض بشدة...هل العالم مستعد وماهي الحلول؟
في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي وكثير من دول العالم، سيجري في الساعات الأولى من صباح الأحد (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إيذانا بانتهاء "التوقيت الصيفي" ودخول "التوقيت الشتوي".
وعندما ستشير عقارب الساعة إلى الثالثة من صباح الأحد ستعاد تلك العقارب إلى الساعة الثانية، ما يعني أن الليل سيزيد ساعة وأن ضوء النهار سيظهر أبكر مما هو عليه الآن.
الفكرة الأولى
في وقت مبكر من عام 1784، كان لدى السياسي والمخترع الأمريكي بنيامين فرانكلين فكرة أنه يمكن للمرء توفير الطاقة إذا استيقظ مبكراً في الصيف، وظلت الفكرة مجرد فكرة حتى عام 1916 وتحديداَ في الثلاثين من ابريل /نيسان حين قرر القيصر الألماني فيلهلم الثاني تنفيذها لأول مرة وقدم الساعات لأول مرة من أجل توفير الطاقة خلال الحرب العالمية الأولى. وفي نفس العام حذت بريطانيا العظمى وفرنسا، عدوتا ألمانيا في الحرب، حذو القيصر الألماني وقدمتا الساعات أيضا.
إلغاء ثم عودة ثم إلغاء فعودة فتفكير في إلغائه
في ذلك الوقت لم يكن "التوقيت الصيفي" محبوبا، لذلك تم إلغاؤه في عام 1919. لكن النازيين في ألمانيا أعادوا العمل به مرة أخرى في عام 1940. وفي عام 1947 كان التوقيت الصيفي المزدوج، بمعني تقديم عقارب الساعة لساعتين اثنتين وليس لساعة واحدة. ليتم إلغاء التوقيت الصيفي عام 1949.
وبقي الوضع هكذا لعقود، بدون توقيت صيفي، حتى أعيد في عام 1980 العمل بالتوقيت الصيفي في شطري ألمانيا التي كانت منقسمة إلى دولتين: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.
ومنذ عام 1996 يجري العمل بالتوقيت الصيفي في كل دول الاتحاد الأوروبي. بل إن هناك بلداناً كثيرة خارج الاتحاد الأوروبي تستخدم التوقيت الصيفي مثل الولايات المتحدة (ما عدا ولاية أريزونا) وإيران وسوريا والأردن وكندا وأستراليا وهلم جرّا.
ويتم استخدام التوقيت الصيفي لأسباب اقتصادية في المقام الأول، مثل توفير الطاقة من خلال الاستخدام الأفضل لضوء النهار. ويجب الترتيب مع الدول الأخرى من أجل منع حدوث "فوضى" في المواعيد وتدفق حركة المرور الدولية خصوصا في النقل الجوي.
وفي كل عام تقريبا يجري نقاش حول جدوى التوقيت الصيفي وما إذا كان من الأفضل إلغاؤه. فمن يفضلون العمل بالتوقيت الصيفي يقولون إن المساء يكون فيه أطول وبهذا يمكن قضاء شغل وقت الفراغ بشكل أفضل.
أما معارضو التوقيت الصيفي فيقولون إن تكيف الجسم مع الوقت الجديد يستغرق عدة أيام في كل مرة ويمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني للإنسان والحيوان. ولذلك يطالبون بإلغائه.
وبحسب صحيفة بيلد الألمانية فإن المفوضية الأوروبية تريد إلغاء تغيير الوقت داخل بلدان الاتحاد الأوروبي. لكن موعد هذا الإلغاء لا يزال غير واضح.
انظر هذا الخبر: اللغات الأكثر انتشارا ونفوذا في العالم...نحو 7 ألاف لغة نصفها مهدد بالانقراض
تأثير تغيير التوقيت على الساعة البيولوجية للجسم
ويؤثر تغيير التوقيت على جسم الإنسان فيخلق العديد من المشاكل، منها التشويش على الساعة البيولوجية للجسم. ولهذا السبب يتمنى نصف سكان ألمانيا إلغاء تغيير التوقيت المعتمد مرتين في السنة، مرة عند نهاية أكتوبر/ تشرين أول (التوقيت الشتوي) ومرة بنهاية مارس/ آذار (التوقيت الصيفي).