-
الجزائر: عودة الجدل حول هجرة الأدمغة بعد تعيين "ياسمين بلقايد" مديرة لمعهد باستور الفرنسي
-
العديد من رواد الشبكة العنكبوتية، وبعد أن هنأوا ياسمين بلقايد بـ "الإنجاز الكبير"، انتقدوا الحكومات الجزائرية المتعاقبة لأنها لم تنتبه إلى مشكل هجرة الأدمغة
مع احتفاء العديد من الجزائريين بتعيين الباحثة الجزائرية ياسمين بلقايد مديرة عامة لمعهد باستور العريق في فرنسا ابتداء من العام المقبل، عاد إلى الواجهة الجدل حول مصير المثقفين والكفاءات العلمية التي تغادر البلاد بكثافة بحثا عن ظروف عمل وعيش أفضل. ورغم تشجيع الجزائر أدمغتها على العودة مؤكدة أنها تفتح أمامهم كل أبوابها، إلا أن الواقع يبدو مختلفا والعراقيل كثيرة.
لا شك أن العديد من الجزائريين والعرب تفاعلوا إيجابا لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أعلن تعيين أول امرأة مغاربية على رأس معهد باستور العريق، فرأوا في ذلك "مفخرة ".
من جهة أخرى فإن العديد من رواد الشبكة العنكبوتية، وبعد أن هنأوا ياسمين بلقايد بـ "الإنجاز الكبير"، انتقدوا الحكومات الجزائرية المتعاقبة لأنها لم تنتبه حسب رأيهم إلى مشكل هجرة الأدمغة الجزائرية إلى الخارج وعدم وضع أية خطة لاستقطابهم. بل بالعكس كما كتب أحد النشطاء على فيس بوك "النظام الجزائري يفعل كل شيء من أجل أن تغادر الكفاءات الجزائر لكي يبقى هو المسيطر على الوضع وعلى الثروات".
"إلى أين نذهب هكذا؟"
من جهته، ورغم التحفيزات والضمانات التي قدمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتوفير جميع الإمكانيات وبيئة مهنية ملائمة للكفاءات الجزائرية التي تعمل في الخارج، إلا أن الهجرة المعاكسة (أي من دول الغرب إلى الجزائر) باتت تقريبا شبه منعدمة.
على غرار ياسمين بلقايد التي فضلت البقاء في المنفى وفتح صفحة جديدة من حياتها العملية بعيدا عن مدينتها الجزائر العاصمة وجامعة هواري بومدين التي درست فيها. تعد هذه الباحثة الجزائرية المرأة الثانية التي تحتل منصب المديرة العامة لمعهد باستور منذ تأسيسه في 1888.
تعيين هذه المرأة على رأس مؤسسة علمية وطبية أجنبية أعاد النقاش حول الكم الهائل من الأدمغة الجزائرية التي هاجرت البلاد خصوصا مع بدء سنوات الإرهاب واستمرت لغاية يومنا هذا. الأرقام صادمة، إذ حسب معهد بوست للاستشارات الاستراتيجية أكثر من 80 بالمائة من الجزائريين يتطلعون إلى آفاق مهنية خارج بلدهم.
كما يوجد أكثر من 200 ألف من حاملي الشهادات العليا في الطب والهندسة غادروا الجزائر في السنوات الأخيرة، من بينهم 4000 طبيب يمارسون نشاطاتهم في المستشفيات الفرنسية منذ 2017 حسب عمادة الأطباء الفرنسيين. فيما يعتبر الباحث الجزائري بلقاسم حبة من بين العرب "الأكثر اختراعا" في العالم حسب قائمة الباحثين المائة الأكثر اختراعا في العالم.
إلياس زرهوني وتور الدين مليكشي وكريم زغيب ومهوب الموهوب أسماء جزائرية تفوقت عالميا لكن ابتعدت عن بلدها الأصلي. فهل ينتهي يوما نزيف الأدمغة الجزائرية الذي يفقر البلاد؟.
فرانس24