-
ليبيا: بوابة الجحيم للمهاجرين...تقرير استقصائي يكشف انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان
رصد ومتابعة
كشف تقرير استقصائي واقع المهاجرين المُروّع في ليبيا، يُوثق حجم الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، اعتماداً على شهادات مباشرة من المهاجرين أنفسهم، ضحايا الانتهاكات، سواء كانوا يعيشون في المجتمعات المحلية أو محتجزين في مخازن التهريب أو مراكز الاحتجاز الرسمية الليبية، خاصة ان ليبيا تعتبر أحد طرق العبور إلى أوروبا.
وقدم التقرير الذي أصدرته منظمة المجلس العربي، تحليلًا معمّقًا للإطار القانوني المحلي والدولي المُنظّم لحقوق المهاجرين، مُبيّنًا المخالفات الجسيمة التي تُرتكب بحقّهم، وقدّم جملة من التوصيات العملية المُوجهة إلى مختلف الجهات المعنية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ولمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في ليبيا، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM) في ليبيا، بما في ذلك السلطات الليبية، ودول المصدر للمهاجرين.
اقرأ هذا الخبر: تحرير مئات المهاجرين من الأسر في ليبيا...عليهم اثار التعذيب
شهادات من التقرير:
رصد التقرير حادثة وقعت في يناير 2024 لعائلة نيجرية مقيمة في منطقة زوارة وتبعد حوالي 110 كم عن طرابلس، بالإضافة لعائلة من غانا مكونة من زوج وزوجة وولد 10 أعوام وبنت 12 عاماً، التي تم اغتصاب ابنتهم بالتناوب من قبل 5 مسلحين اقتحموا البيت الساعة 4 صباحاً بحسب شهادة الأب، الذي قال: "قيدونا بعد ضربنا وسرقوا مقتنيات المنزل، كانوا في حالة سكر شديدة، وبعد فرارهم، بدأت زوجتي بالصراخ، فتجمع حولنا جيراننا من المهاجرين، الذين نصحونا بعدم تقديم شكوى لأننا لا نملك إقامة شرعية، في حين طالبتنا بعض منظمات المجتمع المدني بتقديم شكوى".
فاطمة من السودان تقول انها منذ حوالي شهر في مركز احتجاز المهاجرين، كانت متجه إلى أوروبا لكن خفر السواحل التونسي قبض عليها، ومكثت هناك 3 أيام دون طعام وملابس مبللة، ثم القوا بها في الصحراء الليبية مع حوالي 70 شخصا، ساروا بدون طعام او ماء ودرجة حرارة تفوق 40 درجة حتى وجدتهم جهاز حماية الحدود الليبية، وفقدوا شخصين من المهاجرين اثنا رحلتهم هذه، وقالت انها تسعى للخروج من المكان إلى أي جهة أخرى.
اقرأ هذا الخبر: منظمة تتهم خفر السواحل الليبي بإغراق زوارق للمهاجرين
صعوبات وتحديات
تواصلت المهاجرون الآن مع بعض الباحثين الذي أعدوا التقرير، وقال المعتصم الكيلاني، مختص في القانون الجنائي الدولي وحقوق الإنسان: "جاء التقرير بعد عملية بحث استقصائي مع مهاجرين لازالوا في ليبيا، ويسلط الضوء على الانتهاكات والمخالفات على القانون المحلي في ليبيا والقانون الدولي، كما يقدم توصيات إلى الحكومة الليبية والى الجهات المعنية بحماية المهاجرين والمجتمع الدولي ودول مصدر الهجرة، وتأتي أهميته من أنه جاء بناء على شهادات حية مباشرة من الذين وقعت بحقهم الانتهاكات.
اقرأ هذا الخبر: ليبيا: اطلاق المؤتمر الافريقي الاوروبي حول الهجرة بمشاركة دولية واسعة
باحثة رئيسية في اعداد التقرير وفي اتصال مع المهاجرون الآن، نتحفظ على ذكر اسمها لأسباب أمنية، أكدت على صعوبة العمل في مثل هذه التقارير، خاصة في مناطق عليها تشديد وبيئتها غير مستقرة أمنياً، مما شكل تحدياً كبيراً، تم التغلب عليه من خلال التعاون مع شركاء محليين والالتزام بتدابير السلامة السرية وعدم الافصاح عن هويات الباحثين
وتقول الباحثة: "أيضاً، هناك تحد تأكيد تحديد هوية المهاجر بحكم وجودهم غير القانوني، فلا يوجد وثائق هوية لدى الكثير من المهاجرين، كانت عملية تسجيلهم وتحديد هوياتهم معقدة، مع الأخذ بعين الاعتبار الظرف والانتهاك مع غياب الهوية". وتضيف عن السبل القانونية التي يمكن اتخاذها للأخذ بالتوصيات عبر مراسلة مباشرة للحكومة الليبية، والجهات المعنية بهذا الملف من خلال الرصد والتقييم المستمر للتقدم في تنفيذ التوصيات بانتظام، مما يضمن الالتزام والمتابعة.
وتنهي الباحثة أن: "الدفاع والعمل الحقوقي يعتمد على التعاون والشراكة بين مختلف الجهات المعنية، يجب العمل على تكتيف الجهود من المنظمات الدولية، المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، لتحقيق تأثير حقيقي وملموس، وعدم الاكتفاء بإصدار التقارير والتوصيات، بل مواصلة الضغط حتى نلمس تغييرات فعلية على الأرض، تعكس الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وتضمن حياة كريمة للجميع."
للمزيد من التفاصيل والاطلاع على التقرير يرجى الضغط هنا.
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!