-
ألمانيا: مظاهرات مليونية غاضبة من اليمين وسط مطالبات بحظرها
-
مواطنون ألمان ومهاجرون ولاجئون يشعرون بعدم الأمان بسبب اليمين
متابعات وترجمات
شارك نحو ربع مليون شخص في مظاهرات عمّت أرجاء ألمانيا يومي السبت والأحد، حيث خرج المتظاهرون احتجاجا على قيام سياسيين منتمين في معظمهم إلى اليمين المتطرف بطرح مسألة ترحيل الملايين من ذوي الأصول المهاجرة للنقاش، وفق ما أفادت تقارير.
وتوجه الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير بالشكر لمئات الآلاف من المتظاهرين ضد التطرف اليميني ودفاعا عن الديمقراطية. وقال شتاينماير أمس الأحد (21 كانون الثاني/ يناير 2024) في رسالة مصورة بالفيديو: "هؤلاء الأشخاص يمنحوننا جميعا الشجاعة. إنهم يدافعون عن جمهوريتنا وقانوننا الأساسي في مواجهة الأعداء . إنها يدافعون عن إنسانيتنا".
وكان موقع كوريكتيف للصحافة الاستقصائية نشر تقريرا صادما عن اجتماع سريّ بفندق قريب من العاصمة برلين في نوفمبر/تشرين الثاني، بحضور نحو 20 سياسيا بينهم شخصيات بارزة من حزب البديل من أجل ألمانيا وغيرهم من النازيين الجُدد.
وتركزت المناقشات في عمليات ترحيل الملايين من طالبي اللجوء، ومن غير المندمجين، ومن أولئك الذين لا ينتمون إلى أصول ألمانية -حتى ولو كانوا يملكون حق الإقامة أو كانوا ممن تمّ تجنيسهم.
وقال بيتر تشينتشر عمدة هامبورغ (المنتمي إلى يسار الوسط) الذي شارك ضمن 50 ألفا آخرين في احتجاج بقلب المدينة يوم الجمعة الماضية : "نحن متحدون ومصممون على ألا نترك بلدنا وديمقراطيتنا تتعرض للدمار للمرة الثانية منذ عام 1945"، موجها كلامه لحزب البديل من أجل ألمانيا.
ومن جهته، حاول حزب البديل من أجل ألمانيا (المتطرف) النأي بنفسه عن هذا الشأن، بعدما أفادت تقارير بمشاركة سياسيين تابعين له في هذا النقاش.
وأشاد عدة مسؤولين ووزراء في ألمانيا بتزايد الاحتجاجات لمواجهة اليمين المتطرف.
وأعرب كثير من المتظاهرين عن صدمتهم من خطة الترحيل، وعن قلقهم من تنامي نفوذ حزب البديل من أجل ألمانياـ وعبر مواطنون ألمان من أصول مهاجرة عن قلقهم، وعدم شعورهم بالأمان في البلاد.
واتهم الحزب مَن قال إنهم "خصوم سياسيون" بمحاولة تشويه سمعته. وقال النائب بيرند باومان موجها كلامه لسياسيين من الائتلاف الحاكم: "الذعر يملؤكم. يمكننا أن نشمّ رائحة خوفكم".
وجاء ردُّ قيادة حزب البديل من أجل ألمانيا في مزيج من التفنيدات الدفاعية وجهود النأي بالنفس عمّا أثاره تقرير موقع كوريكتيف من لغط.
وتصرّ قيادة البديل من أجل ألمانيا على أن الاجتماع المشار إليه لم يكن من تنظيم الحزب، فضلا عن أنه كان اجتماعا خاصا ولم يكن سِرياً.
وقالت أليسا فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا: "بالطبع كل مَن يحمل الجنسية الألمانية هو جزء من شعبنا"، وأدانت أي فكرة حول حظر حزب البديل من أجل ألمانيا.
ودعا 25 من الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الألماني (البوندستاغ) إلى مناقشة فرض حظر على حزب البديل من أجل ألمانيا، لا سيما فيما يتعلق بجمعيات "متطرفة" تابعة للحزب.
وينص الدستور الألماني على أن الأحزاب التي تسعى إلى تقويض "النظام الأساسي الديمقراطي الحُر" يجب تصنيفها "غير دستورية".
وأبلى حزب البديل من أجل ألمانيا بلاءً حسناً في استطلاعات الرأي التي أجريت في الشهور الأخيرة، حيث حلّ ثانيا وراء المحافظين المعارضين.
وتزامن صعود نجم البديل من أجل ألمانيا مع حالة من عدم الرضا تسود بين الناخبين حيال أداء الحكومة، لا سيما على صعيد قضايا تتعلق بتكلفة المعيشة وتدفق المهاجرين.
ويأمل حزب البديل من أجل ألمانيا في تحقيق انتصارات كبرى في انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/حزيران المقبل.
احتجاجات متصاعدة
وكانت ألمانيا شهدت في الأيام الماضية مظاهرات مناهضة لليمين في كل أنحاء البلاد، وكثيرا ما كان يزيد عدد المشاركين في هذه المظاهرات عن المتوقع. وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أن كشفت منصة "كوريكتيف" الإعلامية أن عدة مسؤولين كبار في حزب البديل التقوا في مدينة بوتسدام شرقي ألمانيا بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مع شخصيات يمينية متطرفة من بينها النمساوي مارتن سيلنر، الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة هجرة المسلمين إلى أوروبا. وكان سيلنر كشف أنه تحدث في اجتماع بوتسدام عن "إعادة التهجير".
يذكر أن اليمينيين المتطرفين يقصدون باستخدام مثل هذه العبارة ضرورة مغادرة عدد كبير من الأشخاص ذوي الأصول الأجنبية لألمانيا حتى بالإكراه. وأثار التقرير غضبا في ألمانيا وشهدت عدة مدن احتجاجات جماهيرية ضد حزب البديل مطلع الأسبوع الماضي، وكان شولتس ووزيرة خارجيته أنالينا بيربوك.
المصادر: دويتشيه فيليه وبي بي سي