الوضع المظلم
الثلاثاء 03 / ديسمبر / 2024
  • المهاجرون أبطال على شاشات السينما في أوروبا

  • العديد من التهديدات تلقاها بعض المخرجين او فرق العمل في الأفلام
المهاجرون أبطال على شاشات السينما في أوروبا
صالة سينما - Image par Anna Sulencka de Pixabay

في السنوات الأخيرة، شهدت السينما الأوروبية تزايداً في عدد الأفلام التي تتناول قضية الهجرة، وقد تغيرت الصورة النمطية التي كانت تُصوَّر بها المهاجرون في هذه الأفلام، حيث لم يعد يُنظر إليهم على أنهم أشخاص بائسين ومُعدمين، بل كأفراد لديهم أحلام وآمال، ويحاولون بناء حياة جديدة في بلادهم الجديدة.

وفي 7 شباط فبراير المقبل سيعرض فيلم "غرين بوردر" للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند، حول محن المهاجرين العالقين على الحدود بين بولندا وبيلاروس، أما في السينما الفرنسية فتقع قضية الهجرة في صلب فيلم "لا تيت فرواد" الذي تنطلق عروضه في الـ17 من يناير (كانون الثاني) الجاري، ويتناول مهربي المهاجرين في جبال الألب.

بعد 15 عاماً من فيلم "غومورا" عن المافيا في نابولي اختار غاروني في فيلمه الجديد أن يصور بشكل ملحمي قصة مؤثرة لشابين سنغاليين تجمعهما قرابة عائلية يقرران مغادرة بلدهما والانتقال إلى أوروبا لتحسين حياتهما، فيخوضان رحلة محفوفة بالأخطار، عبر أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

حصل "إيو كابيتانو" على عدد من الجوائز في مهرجان البندقية السينمائي الأخير، واختارته إيطاليا لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

ولهذا الفيلم دلالة رمزية معبرة جداً في بلد تتولى السلطة فيه حكومة يمينية متطرفة، ويقع على خط المواجهة في موضوع المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

يروي الفيلم قصة المراهقين السنغاليين سيدو (سيدو سار) وموسى (مصطفى فال)، وهما قريبان يقرران ترك أسرتهما من دون أن ينبسا بكلمة واحدة لتجربة حظهما في أوروبا، غير الفيلم حياة ممثله الرئيس سيدو سار، السنغالي البالغ من العمر 19 سنة الذي كانت بالنسبة إليه أول تجربة سينمائية نال عنها جائزة أفضل ممثل صاعد في البندقية.

وقال سيدو سار في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في باريس "كنت أحلم بأن أكون لاعب كرة قدم، لكن مشيئة الله" تسود، وذلك بحسب صحيفة اندبندت عربية.

تم تصوير الفيلم "إيو كابيتانو" في السنغال لكن أيضاً في المغرب، حيث التقى سيدو سار بمهاجرين عالقين هناك، بعد عديد من المحن.

ويقول سار "أكثر ما حفزني لصنع هذا الفيلم هو أنني قلت لنفسي إنه قد يأتي أوروبيون لمساعدة هؤلاء الأشخاص العالقين في المغرب منذ نحو 10 سنوات، الفيلم مهم أيضاً لأفريقيا لإظهار ما يحصل هناك".

إذا كان موضوع الهجرة حاضراً في وسائل الإعلام والخطاب السياسي في أوروبا، فإن ماتيو غاروني فضل أن يتطرق إليه في فيلمه من دون أجواء بؤس، لكن من دون أن يتغاضى عن الأخطار على الحياة خلال مسيرات العبور الشاقة، وانتهى الأمر بالشابين بالوصول إلى إيطاليا على متن قارب مكتظ جداً.

هؤلاء الأشخاص "يحملون ملحمة معاصرة" كما يقول المخرج البالغ من العمر 55 سنة الذي قام بالتوثيق على نطاق واسع في الموقع، بخاصة في السنغال. وقال "عند تأليف هذه القصة كنت أفكر بمغامرة كبرى تعيدنا إلى كونراد أو إلى جاك لندن أو هوميروس".

وأضاف المخرج "لم أصنع هذا الفيلم بهدف تغيير العالم، بل لإعطاء الجمهور الفرصة لعيش هذه المغامرة من منظور مختلف، خلف الأرقام، هناك أشخاص لديهم أحلام مثلنا".

ومثل فيلم "غرين بوردر" يتساءل فيلم "إيو كابيتانو" عن مسؤولية الأوروبيين، وبحسب الأمم المتحدة فإن عبور المتوسط هو أخطر طريق هجرة بحرية في العالم مع إحصاء أكثر من 2571 حالة وفاة عام 2023.

في إيطاليا تم عرض الفيلم في مدارس عدة، كما أكد ماتيو غاروني، لكن عرض الأفلام لا يمر أحياناً من دون إثارة جدل، ففي 2022 رافقت إطلاق فيلم "أنغاجيه" وهو فيلم فرنسي عن المهاجرين في جبال الألب حملة كراهية موجهة ضد مخرجته إميلي فريش.

أما أنييشكا هولاند (75 سنة) التي حصلت على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في البندقية عن فيلمها "غرين بورد"، فقد تعرضت أيضاً لهجمات عنيفة من القوميين البولنديين، قبل أن يخسروا السلطة هذا الخريف في وارسو، وتهديدات بالقتل.

العلامات

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
4%
لا
0%
لا أعرف
1%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!