-
طه الغازي.. نذر نفسه للدفاع عن اللاجئين السوريين في تركيا.. هل سيتوقف؟
-
يعاني اللاجئون السوريون في تركيا من ظروف صعبة على كل الجهات من العنصرية إلى الترحيل القسري فضلاً عن الجرائم ذات الخلفيات العنصرية.. من هنا تأتي أهمية الدفاع عنهم
المهاجرون الآن- خاص
كان طه الغازي، الناشط في قضايا حقوق اللاجئين في تركيا على وشك أن يغلق أبواب مكتبه أمام عشرات الانتهاكات التي تصله كل يوم، بعد أن تراكمت عليه رسوم إيجار المكتب لعدة أشهر ولم يستطع سدادها، عقب سنوات طويلة من العمل التطوعي الذي أثر على أعماله الخاصة التي يعتاش منها.
تراجع عن الإغلاق
طه الغازي العضو في تجمع حقوق اللاجئين في تركيا أعلن أنه تراجع عن قراره بإغلاق المكتب، بعد أن تم تأمين المبلغ المطلوب لسداد رسوم الإيجار التي تراكمت منذ ما يقارب السبعة أشهر.
الغازي قال في تصريح لموقع المهاجرون الآن إن هناك وعوداً أتتهم بتقديم الدعم الفعلي، مطالباً بوجود عمل مؤسساتي ومنهجية في دعم مسار العمل الذي عملوا عليه في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، "بمعزل عن طه الغازي، الذي قد يمرض ويموت.. ونحن لا نريد أن نربط هذا المسار بشخص واحد إذا غاب تموت معه الفكرة كلها".
تأمين الرسوم المتراكمة
الصحفي عقيل حسين كان قد طالب على صفحته في فيسبوك بدعم طه الغازي وفريق عمله المتطوع، حسين وفي تصريح لموقع المهاجرون الآن قال إنه قد تم تأمين المبلغ المطلوب لدفع الإيجار المتراكم، " تداعينا نحن مجموعة من الشباب السوريين لمنع هذا العمل الحقوقي من التوقف، وتمكنا من جمع 1500 دولار المبلغ المطلوب لدفع إيجار المكتب، وسنعمل على تأمين مبلغ يساعدهم على الاستمرار بالدفاع عن حقوق السوريين التي نذروا أنفسهم لها".
جرأة ومصداقية
طه الغازي 39 عاماً، مدرس مادة الفيزياء بدأ نشاطه الحقوقي منذ عام 2017 كمدافع عن الطلاب السوريين الذين يتعرضون للعنصرية في المدارس التركية، ثم سخَّر مكتبه للترجمة المحلفة في الدفاع عن السوريين أمام الانتهاكات التي يتعرضون لها، سواء كانت جنائية بدوافع عنصرية، أو حتى ترحيل قسري، وتوثيق الانتهاكات.
وبعد تقاعس المنظمات الحقوقية وعطالة المؤسسات السياسية المعارضة كان أصحاب المظالم من اللاجئين السوريين في تركيا يتوجهون دائماً لطه الغازي وفريق عمله بسبب جرأته وشجاعته ونتيجة مصداقيته العالية في متابعة الملفات والقضايا، ما شكل ضغطاً كبيراً على الفريق المتطوع كلياً.
الحقوقي يجب أن يكون محايداً
الغازي وفي تصريح للمهاجرون الآن كشف عن أن العديد من المنظمات والهيئات سواء السورية منها أو حتى التركية عرضوا عليه وعلى فريقه تقديم الدعم اللازم الذي يسهل عليهم عملهم، سواء في توثيق الانتهاكات أو حتى المرافعة أمام المحاكم التركية في الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين، ولكن بشرط توجيه النقد فقط باتجاه المعارضة التركية، وهو مارفضه الغازي، مشدداً على أن العمل الإنساني يجب أن يكون محايداً، وألا يكون طرفاً بين الحكومة التركية ومعارضتها، " الانضمام إلى أية جهة سيؤطر العضو بإطار معين إن كان بمستوى العمل أو حتى مستوى النقد".
ترحيل قسري
الناشط الحقوقي وفي ختام حديثه للمهاجرون الآن، كشف عن أن توقف بعض المنظمات الحقوقية بشقيها السوري والتركي عن الدفاع عن اللاجئين السوريين في تركيا " شخصياً أرى أن هذا الأمر مقترن بفرض بيئة قسرية على اللاجئ السوري لدفعه على العودة القسرية إلى بلاده أو بالهجرة إلى أوروبا".