-
غرفة دمشقية بحالها في أحد متاحف القاهرة
اعداد: غيثاء الشعار
في متحف جاير أندرسون، المعروف أيضاً باسم "بيت الكريتلية"، الموجود في حي السيدة زينب بالقاهرة، يتواجد جوهر دمشقي فريد، يحمل تاريخاً مميزاً وقيماً تراثية عظيمة. تلك الغرفة الدمشقية، التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث السوري، تروي قصة رحلتها من دمشق إلى القاهرة على يدي ضابط وطبيب بريطاني، الذي يتميز بشغفه العميق بالآثار واهتمامه بالسفر واستكشاف الثقافات المختلفة.
حقيقة مصدر شراء الغرفة الدمشقية في متحف جاير أندرسون ليست موثقة بالضبط أو على الأقل غير متوفرة للعامة، ولكن يُعتقد أن أندرسون، الذي جمع القطع، قد قام بشراء الغرفة الدمشقية من أحد الأشخاص أو المؤسسات التي تختص بالتراث والآثار في الشام.
الغرفة العجمية، المستوردة من الشام، تفوق عمرها عمر البيت نفسه، إذ تم إنشاؤها في عام 1691م كجزء من أحد الدور الدمشقية التاريخية. وكما هو معتاد، تتميز أخشابها بزخارف دمشقية رائعة ملونة بألوان متعددة، مصنوعة بدقة فائقة، مع وجود أبيات شعر تزين أرجاء الغرفة بأكملها.
جاير أندرسون وُلد في بريطانيا عام 1881م وعمل كطبيب في الجيش الإنجليزي وخدم في الجيش الإنجليزي والجيش المصري في وادي النيل. استقر في مصر اعتباراً من عام 1908م، وأعتبرها وطنه الثاني. في مذكراته، التي تحفظ في متحف فيكتوريا وألبرت بلندن، ذكر أن مصر كانت أحب الأرض إلى قلبه، ولذا لم يفارقها منذ ولادته حيث قضى فيها أسعد أيام حياته.
كان مهتماً بالآثار من مختلف العصور، وخصوصاً الفن الإسلامي، وقام بجمع مجموعات نادرة إلى جانب الغرفة الدمشقية والغرفة التركية والغرفة الصينية والغرفة الفارسية وغرفة الملكة (نسبة إلى الملكة البريطانية آن ستيوارت في القرن 18)، كما العديد من الآثار والتحف الفنية التي جمعها من جميع أنحاء العالم كلها موجودة في بيتين متلاصقين تحولتا إلى متحف عندما اعتلت صحة أندرسون وعاد إلى بريطانيا في العام 1942 فَتسلمت الحكومة المصرية منزليه وقامت بِتحويلهما إلى متحف، الذي أطلقت عليه اسم "جاير أندرسون".
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!