-
مهندس برمجيات لبناني معتقل في بلجيكا.. يقول إن ذلك بسبب كشفه أن عملات أحد المواقع الرقمية مزيفة
-
يعج العالم الرقمي بكثير من القصص والحكايا التي يذهب ضحيتها حرية اناس.. أو خسارة ممتلكاتهم أو حتى ارواحهم
المهاجرون الآن- بلجيكا
كثيرة هي القصص الغريبة في العالم الافتراضي، وكثيرون هم من يصبحون مدانين قبل أن تثبت تهمتهم في هذا العالم الآخذ بالتوسع، حسبما روى لـ " المهاجرون الآن" سيمون تادروس، طبعاً مع الاحتفاظ للأطراف الأخرى بحق الرد في حال ثبوت العكس.
السبب مقال
سيمون تادروس مهندس برمجيات لبناني، وهو ممن يتعاملون بالعملة الرقمية المشفرة، يقول إنه أصبح ضحية، كونه كشف أن أحد المواقع يتعامل بعملة رقمية مزيفة، فأراد أصحاب هذا الموقع الانتقام من تادروس فكتبوا مقالاً في 15 تموز/ جوليه 2020 يتهمونه فيها بالاحتيال وبأن لديه أموالاً رقمية كثيرة تحت اسم Gratius، في البداية استهزأ تادروس بهذا المقال، وأصبح مادة للسخرية له ولأصدقائه، ولكن الموقع المزيف قد قام بالترويج لهذا المقال، ودفع أموال رقمية مشفرة للناس لمشاركة المقال.
اعتقال من أوكرانيا
في 12 آب/ أوغسط 2021 سافر سيمون مع خطيبته لقضاء إجازة في أوكرانيا، وهناك تم احتجازه دون معرفة السبب، فهو لا يتكلم الأوكرانية، ولم يفهم ما قالوه له باللغة الإنكليزية، ليتبين له فيما بعد انه معتقل بناءً على شكوى صادرة عبر " اليورو بول" من مواطن بلجيكي بحقه يتهمه بتهكير حسابه من العملة المشفرة والبالغ رصيده بما يقارب 200 الف دولار، طبعاً هذه العملة لا تثبت على سعر واحد بل ترتفع وتنخفض أسعارها بناءً على العرض والطلب وأمور أخرى.
5000 دولار رشوة!
يقول تادرس في تصريح للـ " المهاجرون الآن" إن السلطات الأوكرانية عرضت عليه إطلاق سراحه مقال دفع مبلغ 5000 دولار لهم كرشوة، ولكنه رفض ليقينه ببراءته وأنه لا علاقة له بعملية التهكير هذه، ولكنه بعد ما يقارب السنتين من احتجاز حريته في بلجيكا وبطء العملية القضائية، يقول إنه قد خسر ما يقارب الـ 500 الف دولار.
تعاون كامل مع القضاء
في بلجيكا تم اعتقال تادروس في الحبس الاحتياطي لمدة 6 أشهر، ومثُل أمام المدعي العام في مدينة بروج. حاول سيمون خلال التحقيق التعاون إلى أقصى الحدود لإظهار حسن النية ولم يخرج إلا بعد أن دفع كفالة 120 الف يورو، ولكنه إلى الآن ممنوع من السفر ولا يستطيع أن يغادر الأراضي البلجيكية، وهو يقيم فيها بدون أية أوراق ثبوتية أو تأمين صحي ولا يملك حق العمل، يقول لموقع المهاجرون الآن أن القضاء البلجيكي الذي تولى محاكمته لا علاقة له بما يسمى "جرائم النصب الالكترونية" بل هو قضاء جنائي ليس متخصصاً، وحتى محاضر الادعاء كانت باللغة الفلامانية، ولم تقبل المحكمة ترجمة الادعاء للغة الفرنسية التي يفهمها تادروس.
واثق من البراءة
تادروس 36 عاماً الذي سلم القضاء البلجيكي كل مابحوزته من أجهزة اتصال يقول للمهاجرون الآن إنه واثق من براءته، رغم أن فريق المحامين قد كلفه إلى الآن مايقارب الـ 70 ألف يورو إلا أنهم غير متخصصين بالجرائم الالكترونية، ولا يفهمون كثيراً بهذا الاختصاص الجديد، ولكنه لا يريد سوى العدالة وحقوقه المرتبة عليها منها التعويض عن خسارات شركته المتخصصة بالبرمجيات والتي كان فيها ثلاثون موظفاً، وعطالته عن العمل وتقييد حريته في بلجيكا.
وفاة الوالد
اعتقال وتقييد حركة كان من نتيجته وفاة والد تادروس، دون أن يُسمح للأخير بالذهاب لإلقاء النظرة الأخيرة على والده، فيما والدته قد أصابها مرض السرطان، بعد وفاة زوجها واعتقال ابنها الوحيد، وبين هذا وذاك يمني تادروس نفسه برؤية طفلته الصغيرة ذات الثماني سنوات، التي مضى على عدم رؤيتها ما يقارب السنتين.
وسجل سيمون تادروس هذا المقطع ليشرح فيها قضيته