-
مُعاناة وتجارب مُهاجرين عراقيين قرروا الهجرة ثم عادوا.. تعرفوا عليها
المهاجرون الان - متابعة
أفصحت دراسة نظمتها منظمة الهجرة الدولية عن أن هنالك دوافع رئيسية شجعت ملايين من العراقيين للبحث عن لجوء في بلدان أوروبية وغربية أخرى في غضون السنوات الأخيرة الماضية، أبرزها البطالة والبحث عن الامن.
وكشفت الدراسة أن من استقروا في الخارج وحصلوا على لجوء يقدر مجموعهم بأكثر من مليوني شخص، في حين أنه اعتباراً من كانون الأول 2022، عاد ما يقارب من خمسة ملايين مهاجر عراقي من بلدان الغربة الى الوطن لأسباب تتعلق بعدم حصولهم على إقامة ومواجهتهم ظروف معيشية صعبة أو عدم تأقلمهم مع الوضع او الافتقار لفرص العمل هناك، وكانت فنلندا وألمانيا أكثر البلدان تفضيلاً بالنسبة للمهاجرين للاستقرار فيها.
وتشير الدراسة إلى أن نصف الذين استطلعت آراؤهم من العائدين نوهوا الى انهم سيحاولون الهجرة مرة أخرى من العراق، في غضون الستة أشهر القادمة من آخر جولة استطلاع نهاية 2021.
ولدى الاستفسار منهم عن السبب خلف نيتهم الهجرة مرة أخرى عزا غالبيتهم السبب للافتقار الى فرص العمل والبطالة ووفق منظورهم بأنه لا يوجد مستقبل واعد لهم في العراق مع الافتقار الى الامن.
كما لفتت الدراسة، إلى ان العراق شهد موجتي هجرة كبيرتين كانت أولاهما في اعقاب الحرب العراقية الإيرانية في حقبة الثمانينيات وحرب الخليج الثانية 1990-1991.
وتابعت الدراسة بانه؛ أما موجة الهجرة الثانية فكانت ما بعد عام 2003 إلى العام 2011 ومن ثم الحرب ضد داعش الارهابي خلال الفترة ما بين 2013 و2017 والتي أدت إلى نزوح أكثر من 6 ملايين شخص في الداخل.
ومن طرف ثان، فأن هناك بُعدا مهماً آخر يتمثل بزيادة عودة المهاجرين العراقيين من الخارج، ويلفت التقرير إلى أنه بعد نهاية الحرب الطائفية والحرب ضد داعش الارهابي، قرر كثير من العراقيين العودة الطوعية للبلد.
يذكر أن ضمن الذين هاجروا طلباً للجوء، ليسوا جميعهم من حصل على موافقة رسمية كلاجئين، مما سمح لهم هذا بالبقاء لفترة في البلد المضيف ومن ثم اضطروا للعودة الى العراق.
وغالبية المهاجرين العائدين اوضحوا انه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من بقائهم في بلاد المهجر، كانوا يتلقون دخلاً شهرياً ضئيلاً، وكشف واحد من كل ثلاثة مهاجرين إنه كان يتلقى أقل من 250 يورو في الشهر.
في حين أشار آخرون إلى أنهم كانوا يتلقون 500 يورو، واظهر آخرون صعوبة الحصول على فرصة عمل للحصول على دخل إضافي.
أما السبب الرئيسي لقرارهم بالعودة، فهو ادعاؤهم عدم حصولهم على موافقات لجوء من السلطات بالإقامة الدائمة، ولفت قسم منهم إلى أن الإجراءات المطولة للحصول على طلب لجوء، كان أحد أسباب خيارهم بالعودة، وبين آخرون ان عوائلهم في العراق طلبت منهم العودة.
وبينت الدراسة مواجهة المهاجرين العائدين إلى البلد تحديات شخصية وعائلية، تمثلت في عدم امتلاكهم دخلاً كافياً لبناء حياتهم مرة أخرى، ومواجهتهم للبطالة وندرة فرص العمل كذلك، وأن قسماً منهم يرى بأنه ليس له مستقبل في البلد، وهي نفس التحديات التي اضطرتهم إلى الهجرة بالأصل.
وذكر قسم منهم أنه ليس له معارف أو ما يُطلق عليها (واسطة)، للحصول على عمل وأن أغلبهم يهدف للحصول على عمل بأجر يومي ليسد تكاليف المعيشة.
كما تلفت الدراسة إلى أن هذه التحديات المتواصلة التي تواجهها تلك الشريحة من الناس قد تثير لديهم رغبة بالهجرة من جديد، وأن ما يقارب من نصف الذين استطلعت آراؤهم من العائدين، كشفوا عن أن الرغبة في الهجرة من العراق مرة اخرى ما تزال تدور في أدمغتهم، في حين بينت نسبة اقل منهم بانهم ليست لديهم نية بالهجرة مرة أخرى، وأنهم قرروا البقاء.