الوضع المظلم
الأربعاء 08 / يناير / 2025
  • اللاجئون في فرنسا أمام الأوفبرا: معاناة الانتظار تحت البرد القارس

اللاجئون في فرنسا أمام الأوفبرا: معاناة الانتظار تحت البرد القارس
أمام الأوفبرا - الصورة من الكاتب

عمر الحاج حسن - باريس

في صباح بارد، قصدت مكتب "الأوفبرا" (المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية) لإنجاز بعض الأوراق. كما هو الحال دائماً، يستقبل المكتب أول 50 طلباً فقط يومياً. وصلت في السادسة والنصف صباحاً، ووقفت في طابور طويل مع عشرات اللاجئين الآخرين. ومع أنني كنت مبكراً نسبياً، إلا أن الطلبات انتهت قبل أن يحين دوري. هنا تبدأ حكاية معاناة اللاجئين، الذين يقضون ساعات في الانتظار على أمل متابعة ملفاتهم.

طوابير بلا نهاية ومعاناة مضاعفة
يبدأ اللاجئون يومهم أمام الأوفبرا في وقت الفجر، إذ يصطفون في طوابير تمتد طويلاً تحت رحمة البرد القارس أو المطر. غالباً ما يصل البعض منذ الساعة الخامسة صباحاً لضمان الحصول على بطاقة الدخول التي تخوّلهم متابعة طلباتهم. ومع ذلك، لا تكفي هذه البطاقات لجميع المنتظرين، فيجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على العودة في اليوم التالي ليواجهوا نفس المشهد المُحبط.

الانتظار أمام الأوفبرا ليس مجرد وقت ضائع، بل هو معاناة متكررة تنعكس سلباً على الحالة النفسية والجسدية لطالبي اللجوء. البيروقراطية البطيئة ونظام العمل المعقد يزيدان من حجم المأساة/ يقول كثيرون إنهم يشعرون بالتهميش، حيث يتم التعامل معهم كأرقام بدلاً من الاعتراف بإنسانيتهم ومعاناتهم، ويشعرون بأن كرامتهم مهدورة أمام البيروقراطية البطئية.

أحد اللاجئين وصف تجربته قائلاً: "نقف هنا كأننا غير مرئيين، لا أحد يكترث لما نعانيه، كأننا نطلب معروفاً وليس حقاً أساسياً."

اقرأ هذا الخبر: رغم زواجه من فرنسية...مهاجر جزائري يتلقى أمرًا بمغادرة فرنسا

ضرورة التغيير
اللاجئون الذين يتوجهون إلى الأوفبرا لا يطلبون سوى فرصة لعرض قضاياهم بكرامة، هذه المشاهد اليومية المؤلمة تسلط الضوء على ضرورة إصلاح النظام الحالي، بما يضمن تسريع معالجة الطلبات وتقليل فترات الانتظار. كما أن تحسين ظروف الانتظار، مثل توفير أماكن مغطاة تقي من البرد والمطر، يمكن أن يخفف من معاناتهم قليلاً.

فرنسا، التي تحمل إرثاً طويلاً في الدفاع عن حقوق الإنسان، عليها أن تترجم هذا الالتزام إلى واقع ملموس في تعاملها مع اللاجئين. فهؤلاء الأفراد تركوا أوطانهم بحثاً عن الأمان، وكل ما يطلبونه هو معاملة إنسانية تليق بآمالهم في حياة جديدة.

تصويت / تصويت

هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟

عرض النتائج
نعم
9%
لا
0%
لا أعرف
5%

ابق على اتصال

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!