-
حكاية لوبي سوري في أمريكا مع "الكااانغريس"...الهبد والهبد الآخر

صخر ادريس - باريس
نشط أعضاء من اللوبي السوري في أمريكا أيام الثورة، وسجّل بعض النجاحات الكبرى والتي لا يمكن إنكار أثرها، لكن وكما هو الحال في معظم القصص الناجحة سرعان ما تسللت المبالغة والتهويل إلى كل خبر وصورة، الحكاية أصبحت أشبه بمسرحية، قليل من الإنجاز، كثير من التصوير، الخبر عن الحدث أضخم من الحدث نفسه، مع حفنة من المصطلحات الإنجليزية التي تتكرر حتى يصاب المستمع بالدوار والغثيان.
أيقونة المفردات الحالية هي كلمة "الكونغرس"، أو كما يحبون نطقها بلكنة أمريكية لكن بتكلف مفرط: "الكااانغريس"، وكأن طول الألف يمنحها هيبة سياسية وحصانة دبلوماسية إضافية.
وبعد السقوط العظيم لبشار الأسد، ازداد تداولها مسرحيا، نصبح على أخبار عن "الكااانغريس"، ونمسي على صور مع أعضاء "الكاانغريس" أو في أروقة البيت الأبيض، صور قد تكون التقطت بالصدفة في أحد الممرات، أو أثناء البحث عن دورة مياه.
و"نُكشت" العديد من الصور القديمة مشفوعة بعبارات "ما قلت لكم"، وتُسوّق وكأنها لقاءات مصيرية تغيّر مجرى التاريخ، والعنوان الكبير لها: "اجتماع مع أعضاء الكااانغريس"، والمحتوى ببساطة ابتسامة مشتركة لا تدوم أكثر من فلاش الكاميرا.
الصادم، هو الهبد والهبد الآخر الذي يتبناه مجتمع “الكااانغريس” السوري، ببساطة مضمون خاو وضجيج عال، أشبه بباعة الزمن الجميل الحنون على عربة يجرها حصان منهك، ينادي في الشوارع: بلاستيك للبيع، تنك للبيع، ألمنيوم للبيع…وأجيال “الكااانغريس” تحفظ هذا المشهد عن ظهر قلب.
التضخيم في الهبد حتى مرحلة بيع الوهم بالتجزئة، بأسلوب صار ممجوجاً بالنسبة للسوريين، واخذوا يتناولونه في نقاشاتهم، خاصة فيما يتعلق بالخلافات التي خرجت للعلن من تخوين وسب وشتم وتسفيه بالأخر، وعند البحث عن أصل المشكلة، نجدها في صراعات “بروزة” رقمية، واستجداء لتعليقات تاريخية مثل: “الله يرحم البطن اللي حملك” و “الله يحميك يا بطل/ة”.
مما زاد في الطنبور نغمة، أن الأمور الآن انحدرت إلى رفع قضايا تشهير وإساءة سمعة، والأغرب أن من عاش في الخارج سنوات، لم يتعلم بعد أن الخلافات يمكن إدارتها بأسلوب حضاري، بدل اللجوء إلى الاغتيال المعنوي.
واليوم، انشغل فرسان “الكااانغريس” بتوضيح مواقفهم وشرح تصريحاتهم من خلال كاتالوج مفردات لا نهاية له، فأرهقوا أنفسهم وأرهقوا السوريين، الذين ما زالوا ينتظرون كلمة طيبة حقيقية وصادقة..
ملاحظة:
"كونغرس" يلفظها المهاجرون السوريون العاديون في أمريكا من خارج أسوار المجلس نفسه، أما “الكااانغريس” فهم أولئك الذين يعتبرون أنفسهم داخل السور… أو جوا السور...تبع الكاانغريس.
قد تحب أيضاe
تصويت / تصويت
هل العنصرية ضد المهاجرين ممنهجة أم حالات لاتعبر عن المجتمعات الجديدة؟
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!