-
اليوم الدولي للمهاجرين...لماذا وماهي أهميته للدول المضيفة؟
-
الإعداد في ازياد
المهاجرون الآن - متابعات
اليوم الدولي للمهاجرين، خصصته الأمم المتحدة للاعتراف بأهمية مساهمات المهاجرين والمهاجرات، مع تسليط الضوء بصورة خاصة على التحديات والمصاعب والمشاكل التي يواجهونها.
وأعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 4 كانون الأول / ديسمبر 2000، على أن يكون يوم 18 كانون اول / ديسمبر من كل عام هو يوما دوليا للمهاجرين، بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعداد الكبيرة والمتزايدة للمهاجرين في العالم (القرار رقم 45/93).
وفي مثل هذا اليوم كانت الجمعية العامة قد اعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم (القرار رقم 45/158).
وتحتفل الكثير من الدول أعضاء الأمم المتحدة، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية باليوم الدولي للمهاجرين.
وتختلف طرق الاحتفالات من جهة إلى أخرى، ومن بينها نشر معلومات عن حقوق الإنسان، والحريات الأساسية لجميع المهاجرين والمهاجرات، وأيضا من خلال تبادل الخبرات ووضع الإجراءات التي تكفل حماية حقوق المهاجرين والمهاجرات.
فعاليات وأنشطة
وبمناسبة هذا اليوم، تنظم مئات الجمعيات ومنظمات غير حكومية فعاليات للمطالبة بتحسين أوضاع المهاجرين والمهاجرات المعيشية، وتصويب سياسة الحكومات الخاصة بقضايا الهجرة واللجوء.
وتشير الأمم المتحدة، أنه وبغض النظر عن الأسباب التي تجبر الناس على الانتقال، فإن المهاجرين والمهاجرات يمثلون الفئات الأشد ضعفاً وتهميشاً في المجتمع، وغالباً ما يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال، فضلا عن ضعف قدراتهم على الحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية الصحية، ومواجهة ممارسات كراهية الأجانب، ناهيكم عن وصمة العار التي تغذيها المعلومات المضللة..
وغالباً ما يعمل العديد من العمال المهاجرين في وظائف مؤقتة أو غير رسمية أو مهددة، مما يعرضهم لمخاطر أكبر تتمثل في غياب الأمن والتسريح من العمل ومواجهة ظروف العمل السيئة.
وأثبت المهاجرون أنهم مصادر أساسية أيضاً للازدهار والابتكار والتنمية المستدامة للبلدان التي ينحدرون منها، وبلدان العبور، والبلدان المضيفة التي قرروا المكوث والعيش فيها.
صعوبات، تحديات
حين يصل المهاجرون والمهاجرات إلى وجهتهم، تبدأ رحلة البحث عن سكن أو عمل، وفي بعض الأحيان يتحولون إلى أهداف سهلة، وقد يتعرضون إلى الإساءة والابتزاز والاستغلال بسبب فقدانهم لشبكة الأمان العائلية، أو عدم توفر معلومات كافية أو أوراق ثبوتية لهم. فإن تعرضوا لحادث أو أصيبوا بمرض، يستعصي عليهم الحصول على رعاية صحية ملائمة.
وحتى من الحاصلين/ات على الأوراق والإقامة، يوجد هناك نوع وشكل أخر من الصعوبات والهموم، إن كان على صعيد الاندماج والانتقال إلى محيط جديد، يكون فيه المهاجر غريب الوجه واليد واللسان فيه، أو توفر فرص العمل على سبيل المثال لا الحصر.
يارا مطر، وهي سورية وصلت فرنسا منذ 7 سنوات، تقول لمنصة المهاجرون الأن: "التجارب تختلف من شخص لأخر، ولايمكن تعميمها، كنت متعلقة بالشام لكن تهجرت منها تحت ضغط القصف الجنوني من السلطات التي تحكم دمشق وتسيطر عليها قوات بشار الأسد، ولكن هنا اصطدمت بحاجز اللغة مثل غيري، واختلاف المجتمع، فضلاً عن الإجراءات الإدارية التي تستهلك الوقت" ومن ناحية أخرى تضيف: "قدمت لي فرنسا الأمان، لجوء سياسي، مع ضمان صحي وسكن ومساعدة اجتماعية، درست اللغة كي أعمل وأتابع المعاملات التي يبدو أنه لا نهاية لها، ورغم أن جميع هذه المكاسب أعتبرها سقف أمان لكن لغاية الأن لم أحقق ما أريده من استقرار في البلد المضيف، ولغاية لأن أحاول تكوين هوية واضحة منوعة ما بين حياتي السابقة في سوريا وما اكتسبت من معارف في فرنسا، لكن لا يوجد أي نتيجة مصقولة لغاية الأن".
احمد.م، عراقي وصل إلى ألمانيا منذ 8 سنوات من خلال تأشيرة عمل بحكم اختصاصه في الكومبيوتر يقول لمنصة المهاجرون الأن: "بعد أن فقدت الأمل بدول الجوار، ورغم أن اختصاصي كان يوفر لي دخلاً جيداً، لكن هاجس الاستقرار كان يلاحقني دوماً، لم أشعر بالأمن خلال 6 سنوات قضيتها متنقلاً في دول الجوار، إلا أن تلقيت عرضاً للعمل في أوروبا، ومع أني كنت متوجساً من التجربة إلا أنني لم أفكر مرتين، أعاني بعض الأحيان من الروتين والبيروقراطية بسبب جهلنا لألية الإجراءات، لكن أتماشى معها وأكتسب المعرفة بشكل تراكمي، لكن لست نادماً على قدومي، وأعتبره من أفضل القرارات في حياتي".
أرقام
حسب الإحصائيات لعام 2020، بلغ عدد المهاجرين والمهاجرات حول العالم زهاء 281 مليون، وهو ما يمثل نسبة 3.6% من سكان العالم.
وثمة أدلة متزايدة تبين أن الهجرة الدولية ذات أثر إيجابي في العادة لبلدان المنشأ وبلدان المقصد على حد سواء، وفوائدها المحتملة أكبر من الأرباح المحتملة من زيادة تحرير التجارة الدولية، خاصة بالنسبة للبلدان النامية.