-
مخاوف من اختراق السلطات السورية لبيانات المهاجرين في ألمانيا
متابعات وترجمات
قالت صحيفة "NDR" الألمانية في تقرير لها أن سلطات النظام السوري تحاول فتح قنوات اتصال مع ألمانيا من خلال امرأة سورية مهاجرة تعمل موظفة اجتماعية في مركز لاستقبال اللاجئين في ألمانيا.
وشاركت هذه المرأة، وتدعى "آمال عزو"، في حفل نظمته وزيرة الدولة "ريم العبلي-رادوفان" المسؤولة عن قضايا الاندماج في الحكومة الألمانية، تحت عنوان "النساء اللاجئات والشتات".
وتبين أن "آمال" كانت مسؤولة سابقة في "حزب البعث" السوري الحاكم، وإحدى الشخصيات النافذة والمقربة من بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد.
مخاوف تسريب البيانات
تثير هذه المعلومات مخاوف بشأن تسريب معلومات اللاجئين السوريين للنظام السوري وإساءة استخدامها للانتقام من المعارضين المقيمين في ألمانيا، خاصة أن "آمال" تعمل حالياً
وتنفي "آمال" هذه الاتهامات، وتزعم أنها استقالت من مناصبها الحزبية في عام 2015 وفرّت في البداية إلى لبنان.
وأضافت في تصريحات لها، أن مهمتها في "حزب البعث" كانت دعم النساء في المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أن آمال كانت تشارك في عرض عسكري لميليشيا "كتائب البعث"، وقد تأكد موقع "NDR" من صحة الصور.
وتُظهر الصور التي نشرتها "مؤسسة القدس الدولية" أن "آمال" أيضاً، شاركت في اجتماع لمجلس الإدارة إلى جانب بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد وذلك في العاصمة دمشق، نهاية شباط عام 2018، أي بعد لجوئها إلى ألمانيا بثلاث سنوات.
وتقول المتحدثة باسم الوزيرة "ريم العبلي-رادوفان" إن دعوة "آمال" حدثت بناءً على اقتراح من جمعية في ولاية "ساكسونيا السفلى"، ولم يكن هناك أي معرفة بمناصبها السابقة.
وترفض المتحدثة التعليق على مصير بيانات اللاجئين السوريين الموجودة بيد "آمال"، أو كيفية تقييم الوزارة لحقيقة أن مسؤولاً سابقاً في النظام يلتقي الآن بسوريين فروا من النظام نفسه، مما يشكل صدمة ومخاوف شديدة على أمن وأمان هؤلاء اللاجئين، وذلك بحسب ما نشره موقع تلفزيون سوريا نقلاً عن NDR.
وكتبت "آمال" العديد من الرسائل الطويلة لـ "NDR"، تصور نفسها على أنها ضحية لآخرين سوريين و "حاقدين".
ووصفت التعامل مع الاتهامات بشأن نشاطاتها في سوريا -بما في ذلك أسئلة الصحفيين - بأنها مؤلمة للغاية ومرهقة بالنسبة لها ولم تبدِ ندمها أو تنأى بنفسها عن النظام السوري.
نفي رسمي
بعد نشر التقرير على موقع تلفزيون سوريا، غرد المبعوث الألماني الخاص لسوريا السيد ستيفان شنيك في حسابه الشخصي على منصة إكس: "يهمنا الإشارة إلى أن المستشارية الألمانية لم تكن تعلم بخلفية المرأة السورية وأبدت منذ ذلك الحين أسفها لدعوتها.
وأكد في تغريدته أن الحكومة الألمانية لا تسعى إلى إيجاد قنوات سرية للتواصل مع النظام السوري.
وأضاف: "نحن ندعم غير بيدرسن في سعيه لإنجاح العملية السياسية وندعو النظام إلى الدخول أخيرًا في حوار جدي مع المعارضة".
تقديرات الضحايا
تُقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام السوري وحدها مسؤولة عن مقتل أكثر من 200 ألف مدني في سوريا، وتعرض ما يزيد على عشرة آلاف شخص للتعذيب حتى الموت في السجون والمعتقلات، وجهات تؤكد أن تكون الأرقام الفعلية أكثر بكثير.
وتقول وزارة الخارجية الألمانية في تقريرها عن الوضع الحالي إن المعارضين للنظام السوري في سوريا ما زالوا يتعرضون للاضطهاد الممنهج حتى اليوم وإن وضع حقوق الإنسان تحت حكم الأسد يعتبر كارثياً.