-
مجد كم ألماز: طبيب مهاجر سوري أمريكي قٌتل أثناء اعتقاله في سوريا...ومطالبات بالعدالة
رصد ومتابعات
أعلنت مريم كام ألماز ابنة المعالج النفسي الأمريكي من أصل سوري مجد كم ألماز، في خبر مأساوي عن وفاته، وذلك بعد سنوات من احتجازه في سوريا، وكتبت في تغريدة على منصة إكس: "لقد قتلوه، ويجب محاسبتهم".
وأصدرت العائلة بيانًا مؤثرًا تنعي فقيدها، واصفين إياه "بإنسان طيب القلب ومحب ومهتم، وأعربوا عن حزنهم الشديد لفقدانه، مؤكدين على أن إرثه سيستمر في مساعدة الآخرين.
وتم اعتقال كم ألماز، وهو من ولاية تكساس، في فبراير 2017 عند أحد نقاط التفتيش في دمشق أثناء زيارته لعائلته في سوريا، ولم ترد عنه أي معلومات منذ ذلك الحين.
اقرأ هذا الخبر: شهادات مرعبة لمهاجرين متضررين من سوري في هولندا...ومنها الجنس مقابل الطعام
وفي عام 2020، ذكرت شبكة سي إن إن أن أفراد عائلة كم ألماز، الذين لم يسمعوا عنه منذ اعتقاله، كانوا يأملون في أن يكون هناك زخم في قضيته، بعد زيارة مسؤولي إدارة ترامب إلى دمشق. وجاءت الزيارة في محاولة لضمان إطلاق سراح السجناء الأمريكيين الذين يعتقد أن الحكومة السورية تحتجزهم.
وناضلت عائلة كم ألماز لسنوات في محاولة للحصول على إجابات عن اختفائه وإطلاق سراحه، وناشدوا المسؤولين الأمريكيين والسوريين، وشاركوا في حملات مناصرة لإطلاق سراحه.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي على استمرار جهوده لاستعادة جميع الرهائن الأمريكيين، بما فيهم كم ألماز، وأشار إلى أن خلية استعادة الرهائن تعمل بلا كلل لدعم عائلات المحتجزين والمفقودين.
ردود أفعال:
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الحزن والغضب، وطلبات بمحاسبة المسؤولين.
النائب الأميركي جو ويلسون، وفي تغريدة على منصة أكس عبر حسابه الرسمي طالب الرئيس جو بايدن بالإدانة العلنية لمقتل الدكتور كم ألماز، ودعا وزارة العدل للشروع في تحقيق جنائي في قضية اختطافه وقتله قسرا، ويختتم ويلسون تدوينته بالقول "من المأساوي أن يقتل أميركي آخر على يد نظام الأسد".
ونشر حساب مؤسسة جيمس دبليو فولي ليجاسي على منصة إكس: "نحن مكسوري القلب، يُفترض أن مجد كم ألماز قد لقي حتفه أثناء احتجازه ظلماً في سوريا، لقد كان إنسانيًا، وفرد عائلة محبوب، ومواطنًا أمريكيًا، لقد استحق الحرية وعائلته تستحق أن يتحمل خاطفيه المسؤولية عن خسارته المأساوية.
المعتصم الكيلاني، المختص في القانون الجنائي الدولي قال لمنصة المهاجرون الآن: "تلك الجريمة البشعة المرتكبة بحق الناشط الاميركي السوري مجد كم ألماز، تؤكد ان النظام السوري مستمر في ارتكابه المستمر لجرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية، رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها عائلته ومجموعات المناصرة والمجتمع الدولي لتأمين إطلاق سراحه وضمان سلامته، بقي مجد محتجزاً لسنوات تعرض خلالها لتعذيب لا يمكن تصوره الى ادت الى وفاته كبقية عشرات الاف السوريين المعذبين في اقبية السجون الامنية للنظام السوري".
ويضيف الكيلاني: وبناء عليه تستطيع المحاكم الامريكية وفق القانون الجنائي فيها ملاحقة المسؤولين المباشرين عن ارتكاب تلك الجريمة البشعة بقضية جنائية لارتكاب جريمة ضد مواطن اميركي خارج إطار الإقليم".
اقرأ هذا الخبر: أول اتهام في بلجيكا لمهاجر سوري بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في سوريا
فضل عبدالغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان قال لمنصة المهاجرون الآن: "باعتباره مواطن امريكي، فالوضع مختلف، نحن نخاطب دولة عظمى، وهذه إهانة لها، بسبب مقتل أحد مواطنيها تحت التعذيب بطريقة وحشية، واخفاء قسري استمر لـ7 سنوات بحسب توثيقات الشبكة، وبالتالي الولايات المتحدة لديها الإمكانيات أكثر من أي دولة لاتخاذ إجراءات ضد قاتليه".
ويضيف عبدالغني: "عادة الولايات المتحدة لا تصمت عن مقتل أحد مواطنيها، حتى لو كانوا مزدوجي الجنسية، بخلاف معظم الدول، ولا يوجد لديها تمييز عن حاملي جنسيات سابقة، وهذه نقطة مهمة تحسب للولايات المتحدة، ولديها كدولة قوية اليات محاسبة خاصة بها، ومن الممكن أن تلجأ إلى الاليات الدولية، ولديها إمكانيات لفرض عقوبات واتخاذ إجراءات بشكل أكبر، والضغط ضد التطبيع مع السلطات السورية، وقد تسرع في الحل السياسي، وهذا سيكون من أفضل الحلول كعقوبة على قتل مواطن أمريكي".
الولاية القضائية:
وبدأت مجموعات حقوقية نشاطها في أوروبا بملاحقة المتهمين بارتكاب انتهاكات في سوريا مع بداية العام 2019، بناءً على الولاية القضائية العالمية الرامية إلى تحقيق العدالة في الجرائم المرتكبة في سوريا.
وتوفر الولاية القضائية العالمية طريقة لمعالجة الإفلات من العقاب على الجرائم الخطيرة، عندما لا تستطيع المحاكم الأخرى ذلك.
ووينعقد الاختصاص العالمي عندما تجعل الدول تشريعاتها المحلية متوافقة مع هذا الالتزام الدولي بحيث تقوم بإدماج الاختصاص الجنائي العالمي في تشريعاتها الجنائية وقواعد الإجراءات الوطنية بالإضافة إلى أن بعض التشريعات تلزم وجود المتهم على أراضيها وتشريعات أخرى تكتفي بوجود الضحايا.