-
أين وكيف يضحي المهاجرون في عيد الأضحى؟
-
التضحية في العيد...اجراءات معقدة في أوروبا والمحتاج أولى
المهاجرون الآن- خاص
تعتبر الأضحية أحد أهم شعائر عيد الأضحى، وهي مناسبة للمقتدرين كي يوزعوا لحوم الأضاحي على الفقراء الذين ليس لديهم القدرة المادية على شراء اللحوم التي باتت غالية الثمن في بلادنا، رغم حاجة أجسادهم إليها لما فيها من بروتينات تقوي الجسم.
اللاجئون والمهاجرون في أوروبا لا يجدون صعوبة تذكر لشراء اللحوم بأنواعها المختلفة، فهي متوافرة بكثرة هناك، وأسعارها في بعض الأحيان أرخص حتى من أسعار بعض أنواع الخضراوات، ولكن في بلد مثل سوريا عانى ويعاني من حرب الاستبداد والفساد وارتداداتها، فإن الأمر مختلف، حيث أسعار اللحوم بالأساس كانت مرتفعة مقارنة بمستوى الدخل، فما بالك بالوضع الحالي، إذ هناك عائلات لا تدخل اللحمة في حسبانهم البتة، فهم بالكاد يأمنون ما يقيم أودهم ويبقيهم على قيد الحياة.
التضحية في الدول الفقيرة
أغلب السوريين في فرنسا من المستطلعة آراؤهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر التواصل الخاص أبدوا رغبة كبيرة بإرسال ثمن الأضحية إلى سوريا لتوزيعها لحمها على الأهل هناك، كونهم أشد حاجة.
ليث الشريف لاجئ سوري في فرنسا منذ نحو سبع سنوات يقول للـ " المهاجرون الآن" إنه عتاد سابقاً إرسال ثمن الأضحية إلى سوريا وهناك يتم ذبحها وتوزيع لحمها، مرة عبر منظمة خيرية مرخصة أصولاً في فرنسا ومرتين عبر أصدقاء، ولكنه أردف أنه منذ سنتين بات يرسل أموالاً يتم توزيعها، كون حاجة الناس لمتطلبات الحياة اليومية باتت أكبر من حاجتهم لأكل اللحوم.
المحتاجون أولى
الشريف أوضح أنه لم يضحِ ولا مرة في فرنسا، كونه لا يحب لحم الخاروف المدهن، ويفضل لحم العجل، فضلاً عن إجراءات الذبح المعقدة.
طارق علي سوداني، يقول "جميعنا بفضل الله لا تنقطع اللحمة في بيته طوال الشهر، ولا يوجد فقير في اوروبا حتى نستطيع مساعدته هنا، لذلك من وجهة نظري ان الفقراء في اوطاننا اولى بهذه اللحمة والاجر لهم كبير، خاصة انهم لا يذكرون متى اخر مرة أكلوا فيها لحماً".
وسيم الخضري لبناني يؤيد ارسال ثمن الأضحية إلى البلد الأم على أن تكون النية في التضحية وليس كتبرع، ويضيف بأنه لا مانع ان يضحى المقتدر مالياً بالتضحية أيضاً في بلد المهجر، فلا يوجد حد أقصى للعدد المسموح به للتضحية لكل شخص.
مسعود كيلاني، يرى أن الوضع في سوريا والدول الفقيرة صعب جداً، وفعلياً الناس "ماعم تشوف اللحم" وبالتالي من الأفضل توزيعها هناك.
مها غزال، قالت أنها تحب هذا العيد لأنه "عيد اللحمة" وتشعر بأنه فرصة للفقراء كي يتناولوا اللحوم خاصة بعد ارافاه الأسعار بشكل جنوني، حيث أصبح ثمن كيلو اللحمة أكثر من راتب الموظف، وهي تشعر بان ذلك طريقة لمساعدة الطرف المستفيد كي يبقى بكامل احترامه وكرامته، كما أنها تعتبر ارسال المعايدات من المنفى فرصة للتأكيد على صلة الرحم وتثبيت الارتباط بالاهل والجذور.
يقول بكر العبدالله وهو مقيم في تركيا أنه التضحية إن كان بلد المهجر او البلد الأصلي وارد، وقام بكلاهما معاً، حيث يمكن للشخص ارسالها لسوريا مثلاً، بسبب الحاجة، ايضاً، يمكن ان يمارس هذه الشعيرة في المدينة التي يعيش فيها، ليأكل منها هو وأهل بيته اضافة لوجود الاحتياج بين السوريين في تركيا.
إجراءات معقدة
في فرنسا.. يواجه المسلمون صعوبات في القيام بشعيرة نحر الأضحية، ورغم أن المسلمين يمثلون ثاني أكبر ديانة في البلاد إلا أن هناك بعض التشدد في القوانين بخصوص عمليات ذبح الأضاحي، إذ هي ممنوعة بشكل مباشر، ويجب أن يتم ذلك فقط عبر المسالخ المرخصة أصولاً، التي هي بالأساس قليلة، لذلك يلجأ بعض المسلمين إلى المسالخ في الدول المجاورة كبلجيكا وإسبانيا وهولندا.
قد يكون هذا التضييق أحد الأسباب التي تجعل السوريين يسارعون لإرسال الأموال إلى سوريا والتضحية بها هناك، رغم أن هناك العديد من المستطلعة آراؤهم أشاروا إلى أنهم قد ضحوا في فرنسا، عبر المنظمات المرخصة، ووزعوا ثلث الأضحية وأكلوا ثلثها وادخروا الباقي، حسب التعاليم الشرعية المعروفة في هذا الصدد.
لم أقتنع بالذبح في باريس
"عليا يكن" وهي لاجئة سورية في فرنسا توضخ أنها ضحت سابقاً وأرسلت المال لأهلها كي يضحوا لها في حيها وفي المخيمات، وضحت كذلك في باريس و"لكني لم أقتنع بشرعيه أضحية باريس حيث لا يذكر اسم صاحب الأضحية أثناء الذبح"
من جهته مجيد أحمد يقول إن الاضحية من شعائر الدين، و"من الأفضل أن يأكل الشخص من اضحيته، وأرى الأفضل في بلاد المهجر للقادر
ان يضحي ويأكل منها، وأن يرسل ثمن أضحية ثانية للفقراء في بلده، وهكذا تعم الفائدة".
طرق التضحية في فرنسا
هناك عدة طرق يمكن للمسلمين خلالها ذبح أضحياتهم في فرنسا، الأولى عبر الطلب من محلات اللحوم أو من جامع المدينة، فيتم التسجيل عليها قبل عدة اسابيع من عيد الأضحى، ويجري تحديد موعد معين خلال ايام العيد لتسليم الاضحية، إما على شكل ذبيحة كاملة منظفة منزوعة الجلد والأحشاء، أو مقطعة حسب الطلب، وسعر الخاروف يبدأ من 200 يورو.
الطريقة الثانية هي عبر مسالخ مؤقتة، يتم افتتاحها قرب المدن الكبرى، حيث يذهب من يريد أن يضحي إلى الحظيرة الموجودة قرب المسلخ فيختار أحد الخرفان ويدفع ثمنها، ويستلمها بعد ساعة إما كاملة أو مقطعة، وبإمكانه أن يأخذ الرأس والأطراف والأمعاء، وبإمكانه تركهم، طبعاً لا يمكن الدخول ورؤية عملية الذبح والسلخ، فذلك كله يتم داخل مسلخ مغلق ممنوع دخول العامة إليه، فضلاً عن وجود طبيب بيطري ومشرف من الصحة للتأكد من سلامة اللحم.
بلديات متعاونة
يعرب الدالي اللاجئ السوري في فرنسا منذ أربعة سنوات يقول إن الاضحية ليست فقط للفقراء، موضحاً أنه في مدينة(Pont-à-Mousson) التي فيها جالية مسلمة كبيرة، خصصت البلدية مكاناً للذبح، فيه كل التجهيزات الصحية اللازمة، " وهم أخذوا الجلود وتخلصوا منها، "يعني تحضر أنت خاروفك فتذبحه وتأخذ لحمه مقطعاً جاهزاً بتكلفة رمزية".
يُشار إلى أنه خلال فترة عيد الأضحى تنتشر دوريات شرطة على مداخل المدن الرئيسية، أو في الطرقات التي قد يتم فيها بيع الحيوانات خارج المسالخ، فبعض الأشخاص يشترون حيوانات من المربين بهدف ذبحها بالمنزل، وهذا ممنوع، كون اللحم غير مراقب وغير مفحوص من الناحية الصحية.
أما بعض العقوبات في هذا المجال:
- الذبح خارج مسلخ معتمد من الدولة: العقوبة 6 أشهر سجن وغرامة 15 ألف يورو.
- نقل حيوان حي داخل سيارة من دون ترخيص: العقوبة 6 أشهر سجن وغرامة 7500 يورو
- نقل ذبيحة او لحم من دون فاتورة او وثيقة شراء: العقوبة غرامة 750 يورو
العلامات
قد تحب أيضاe
الأكثر قراءة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!