-
رحلة البحث عن الماء والنظافة في لون بلاج شمال فرنسا
متابعات
في ركن قصي من شمال فرنسا، على شاطئ لون بلاج، تنتشر خيام متهالكة تُؤوي مئات المهاجرين (يقدرون بحوالي 600 رجل وامرأة وطفل) من الذين هربوا من ويلات الحروب والفقر، ينتظرون بفارغ الصبر عودة شاحنة الاستحمام، تلك الوحيدة التي تُعيد إليهم شعورًا بالكرامة بعد أيام طويلة من العيش في ظروف قاسية.
وعانى سكان المخيمات من نقص حاد في الماء والنظافة. فمنذ عامين، لم يكن هناك أي نقطة مياه جارية، مما أجبرهم على الاعتماد على جمعيات خيرية تُوزع حصصًا محدودة من الماء الصالح للشرب.
في 20 ديسمبر، تم تركيب صنبور مياه واحد، لكنه يقع بعيدًا عن المخيمات، وسط بركة موحلة تُغمر بمياه الأمطار.
في منتصف فبراير، ظهرت بارقة أمل مع وصول شاحنة الاستحمام التي وفرتها جمعية Help 4 Dunkerque. قدمت الشاحنة ما يقرب من 75 حمامًا يوميًا، لكن فرحة المهاجرين لم تدم طويلًا، حيث غادرت الشاحنة بعد ستة أيام فقط.
تنتظر جمعيات أخرى الموارد لتشغيل شاحنة الاستحمام، لكن ذلك يواجه صعوبات كبيرة.
انظر هذا الخبر: عام 2023 من أسوأ الأعوام على صفحات الهجرة حول العالم
يقدم الصليب الأحمر الفرنسي وجمعية "مركز النساء اللاجئات" خدمة النقل ثلاث مرات أسبوعيا لبعض أماكن الاستحمام التي افتتحتها بلديتي مارديك وغراند سانت. إلا أن ذلك لا يلبي حاجة المهاجرين، حسبما يؤكد المتطوع في الصليب الأحمر بيرانجير لوكوت.
وللتعويض عن غياب خدمات النظافة في الموقع، قامت منظمة Help 4 Dunkerque خلال زيارتها ببناء "مرحاضين جافين مكونين من حفرة ومنصات وقماش مشمع"، من أجل توفير "الحد الأدنى من الخصوصية" للمهاجرين، وفقا لإحدى اللاجئات، وذلك بحسب موقع "مهاجر نيوز".
كما توزع الجمعية الحفاضات "على النساء والأطفال" كي تتجنب هذه الفئة الضعيفة "الخروج ليلا"، حسبما تقول لويز من "مركز النساء اللاجئات".
في غضون ذلك، تُعاني النساء والأطفال من صعوبة بالغة في الحفاظ على نظافتهم الشخصية. تُوزع جمعية "مركز النساء اللاجئات" الحفاضات، لكن ذلك لا يكفي.
يُعاني المهاجرون أيضًا من غياب المراحيض، مما يُعرضهم لأمراض جلدية خطيرة.
تعتبر شاحنة الاستحمام أكثر من مجرد وسيلة للنظافة، فهي تُقدم للمهاجرين شعورًا بالأمل والكرامة.
تُطالب جمعيات حقوق الإنسان الدولة بتوفير خدمات المياه والصرف الصحي للمهاجرين، لكن دون جدوى.
في لون بلاج، تتحول رحلة البحث عن الماء والنظافة إلى صراع يومي من أجل البقاء.
يُعلق أحد المهاجرين على حالهم بقوله: "متى ستعود شاحنة الاستحمام؟"
يُجسد هذا السؤال مأساة المهاجرين في لون بلاج، الذين ينتظرون بفارغ الصبر عودة شاحنة الاستحمام، رمزًا للأمل والكرامة في خضم ظروف قاسية.